فصل: عباد بن سهل

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **


عباد بن سهل

‏"‏ب د ع‏"‏ عباد بن سهل بن مخرمة بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل، الأنصاري الأشهلي‏.‏

قتل يوم أحد شهيداً، قتله صفوان بن أمية الجمحي، قاله ابن إسحاق وموسى بن عقبة‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عباد بن شرحبيل

عباد بن شرحبيل الغربي الشكري‏.‏ يعد في البصريين‏.‏ وهو من بني غبر بن يشكر بن وائل‏.‏

أخبرنا أبو الفرج بن محمود إذناً بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم، قال‏:‏ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شبابة، عن شعبة، عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، عن عباد بن شرحبيل، رجل من بني غبر، قال‏:‏ أصابنا عام مخمصة، فأتيت المدينة، فدخلت حائطاً من حيطانها، فأخذت سنبلاً ففركته فأكلته، وحملت في كسائي، فجاء صاحب الحائط فضربني، وأخذ ثوبي، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما علمته إذ كان جاهلاً، ولا أطعمته إذ كان جائعاً، أو ساغباً‏"‏‏.‏ ‏"‏وأمره النبي صلى الله عليه وسلم فرد إليه ثوبه، وأمر له بوسقٍ من طعام أو نصف وسق‏"‏‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عباد بن شيبان

عباد بن شيبان، أبو يحيى، روى عنه ابنه يحيى، مختلف في إسناد حديثه‏.‏

روى جنادة بن مروان، عن أشعث بن سوار، عن يحيى بن عباد، عن أبيه‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏ ‏"‏أبا يحيى، هلم إلى الغداء المبارك‏"‏‏.‏

ورواه حفص بن غياث، عن أشعث، عن أبي هبيرة يحيى بن عباد، عن جده شيبان‏.‏ وقد ذكر في شيبان‏.‏

عباد بن عبد العزى

‏"‏ب‏"‏ عباد بن عبد العزى بن محصن بن عقيدة بن وهب بن الحاث بن جشم بن لؤي بن غالب، كان يقلب الخطيم، لأنه ضرب على أنفه يوم الجمل‏.‏

أخرجه أبو عمر عن ابن الكلبي‏.‏

عباد بن عبيد

‏"‏ب‏"‏ عباد بن عبيد بن التيهان‏.‏ شهد بدراً، ذكره الطبري‏.‏

أخرجه أبو عمر مختصراً‏.‏

عباد العدوي

‏"‏د ع‏"‏ عباد العدوي‏.‏ ذكره البخاري في الصحابة، وروى عن ثابت بن محمد، عن أبي بكر بن عياش، عن عائشة بنت ضرار، عن عباد العدوي، قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ويلٌ للعرفاء ويلٌ للأمناء‏"‏‏.‏

وخالفه غيره، فقال‏:‏ عن عباد، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

عباد بن عمرو

‏"‏د ع‏"‏ عباد بن عمرو الديلي، وقيل‏:‏ الليثي‏.‏ يعد في الكوفيين‏.‏

روى عطاء بن السائب، عن ابن عباد، عن أبيه‏:‏ أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفاً في موقف، ثم رآه بعد ما بعث وقف فيه بعرفات، قال‏:‏ وجاء رجل من بني ليث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ ألا أنشدك? فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا‏.‏ ثلاث مرات، فأنشده الرابعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن كان من الشعراء من أحسن فقد أحسنت‏"‏‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

عباد بن عمرو

‏"‏د ع‏"‏ عباد بن عمرو، وقيل‏:‏ عباد بن عبد عمرو‏.‏ كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

روى الضحك بن مخلد، عن بشر بن صحار الأعرجي، عن المعارك ‏"‏بن‏"‏ بشر بن عبّاد وغير واحد من أعمامي، عن عباد بن عمرو، وكان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فخاطبه يهودي فسقط رداؤه عن منكبه، وكان يكره أن يرى الخاتم، فسويته عليه، فقال‏:‏ من فعل هذا? قلت‏:‏ أنا‏.‏ قال‏:‏ تحول إلي‏.‏ فجلست بين يديه، فوضع يده على رأسي، فأمّرها على وجهي وصدري، وقال‏:‏ إذا أتانا سبي فأتني، فأتيته، فأمر لي بجذعة، وكان الخاتم على طرف كتفه الأيسر كأنها ركبة عنز‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

وأخرجه الأمير أبو نصر بن ماكولا عياذ‏:‏ بكسر العين وبالياء تحتها نقطتان، والذال المعجمة‏.‏ ومثله أخرجه أبو عمر ويرد في موضعه، إن شاء الله تعالى، وأخرجه ابن منده وأبو نعيم في الموضعين‏.‏

عباد بن عمرو

‏"‏س‏"‏ عباد بن عمرو‏.‏ يحدّث بحديث فتح مكة، يرويه أبو عاصم، ذكره جعفر‏.‏

أخرجه أبو موسى مختصراً‏.‏

عباد بن قيس

‏"‏ب‏"‏ عباد بن قيس بن عبسه، وقيل‏:‏ عيشة، بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي‏.‏

شهد بدراً هو وأخوه سبيع بن قيس، وقتل يوم مؤتة شهيداً‏.‏

 أخرجه أبو عمر‏.‏

عباد بن قنظي

‏"‏ب‏"‏ عباد بن قيظي الأنصاري الحارثي، أخو عبد الله وعقبة ابني قيظي‏.‏

قتل هو وأخوه يوم الجسر جسر أبي عبيد، له صحبة‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

عباد بن مرّة

وقيل مرة بن عباد‏.‏ عداده في الشاميين، روى أبو الزاهرية، عن جبير بن نفير، عن عباد بن مرة الأنصاري‏:‏ أنه خرج يوماً فإذا النبي صلى الله عليه وسلم جالس مختلج لونه، ثم عاد فقال‏:‏ بأبي أنت وأمي، أرى لونك مختلجاً‏!‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الجوع‏"‏‏.‏

وروراه عباد بن عباد، عن أبان بن أبي عياش، عن سعيد بن المسيب، عن مرة بن عباد، نحو معناه‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

عباد

‏"‏ذ ع‏"‏ عباد‏.‏ له ذكرى في المهاجرين ولا تعرف له رواية‏.‏

أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في هجرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، قال‏:‏ ونزل عبيدة بن الحارث، والطفيل، ومسطح بن أثاثة، وعباد بن المطلب، وذكر غيرهم، على عبد الله بن سلمة العجلاني‏.‏

وذكره ابن منده هكذا، وقال أبو نعيم‏:‏ عباد بن المطلب ذكره بعض المتأخرين، وزعم أنه له ذكر في المهاجرين، ولا تعرف له رواية، وذكر قول ابن إسحاق، قال‏:‏ وهذا وهم شنيع، وخطأ قبيح، وإنما هو مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب ونزل هو وعبيدة بن الحارث وأخوه، وذكر غيرهم، بقباء على أخي بني العجلان، قال‏:‏ واتفقوا على أنه ليس في المهاجرين أحد اسمه عباد بن المطلب‏.‏

وقال أبو موسى‏:‏ عباد بن المطلب، من المهاجرين الأولين إلى المدينة، ذكره جعفر بإسناده إلى ابن إسحاق، قال‏:‏ وأظنه عياذ، بالياء والذال المعجمة‏.‏

قلت‏:‏ الذي قاله أبو نعيم صحيح، ولكنت ليس على ابن منده فيه مأخذ، فإنه نقل رواية يونس عن ابن إسحاق، وقد صدق في روايته فإنها رواية يونس كما ذكرناه، وقد ذكره سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق أيضاً مثل يونس، وأما عبد الملك بن هشام فذكره كما قال أبو نعيم، وأما استدراك أبو موسى على ابن منده فلا وجه له ، لأنه قد أخرجه في عباد وعياذ، كما تراه‏.‏

عباد بن نهيك

‏"‏ب‏"‏ عباد بن نهيك الأنصاري الخطمي‏.‏ هو الذي أنذر قومه حين وجدهم يصلون إلى البيت المقدس، وأخبرهم أن القبلة قد حولت، في قول، وقيل غيره‏.‏

أخرجه أبو عمر مختصراً‏.‏

عباد أبو ثعلبة

‏"‏ب‏"‏ عباد، بكسر العين وتخفيف الباء، وهو عباد أبو ثعلبة، يعد في أهل الكوفة، روى الأسود بن قيس، عن ثعلبة بن عباد العبدي، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏ما من عبد يتوضأ فيحسن الوضوء، فيغسل وجهه حتى يسيل الماء على ذقنه، ثم يغسل ذراعيه حتى يسيل الماء على مرفقيه، ثم يغسل رجليه حتى يسيل الماء من قبل كعبيه، ثم يقوم فيصلي إلا غفر له ما سلف من ذنوبه‏"‏‏.‏

أخرجه أبو عمر وقال أبو عمر‏:‏ بكسر العين‏.‏ ووافقه الأمير أبو نصر، وأما ابن منده وأبو نعيم فذكراه في عباد، المفتوح العين المشدد الباء ولم يتعرضا إلى كسره، والصواب كسر العين، وكذلك قاله ابن يونس أيضاً، وقد ذكرناه في عباد بفتح العين‏.‏

عباد بن خالد

‏"‏ب‏"‏ عباد بن خالد الغفاري، بكسر العين أيضاً‏.‏ له صحبة ورواية، له حديثان عند عطاء بن السائب، عن أبيه، عن خالد بن عباد، عن أبيه عباد بن خالد‏.‏

أخرجه أبو عمر مختصراً‏.‏

عبادة بن الأشيب

‏"‏د ع‏"‏ عبدة -بضم العين وفتح الباء المخففة، وبعد الدال هاءٌ- هو عبادة بن الأشيب العنزي، عداده في أهل فلسطين، روى عنه أنه قال‏:‏ خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت، وكتب لي كتاباً‏:‏‏"‏ بسم الله الرحمن الرحيم، من نبي الله لعبادة بن الأشيب العنزي‏:‏ إني أمّرتك على قومك، ممن جرى عليه عمالي وعمل بني أبيك، فمن قرئ عليه كتابي هذا فلم يطع فليس له من الله معونٌ‏"‏ قال‏:‏ فأتيت قومي، فأسلموا‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

عنزل‏:‏ بسكون النون، نسبة إلى عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى، وعنزل‏:‏ أبو بكر بن وائل‏.‏

عبادة بن أوفى

‏"‏ب د ع‏"‏ عبادة بن أوفى، وقيل‏:‏ ابن أبي أوفى بن حنظلة بن عمرو بن رياح بن جعونة بن الحارث بن نمير بن عامر بن صعصعة، أبو الوليد النميري‏.‏

 اختلف في صحبته، قال أبو نعيم‏:‏ ذكره بعض المتأخرين، ولم يذكره أحد في الصحابة وهو شامي سكن قنسرين، وقيل‏:‏ سكن دمشق، وشهد صفين مع معاوية، يروي عن عمرو بن عبسة، روى عنه أبو سلام الأسود، ومكحول، ويزيد بن أبي مريم‏.‏

روى عن عمرو بن عبسة‏.‏ فيمن أعتق امرأ مسلماً‏.‏

قال أبو عمرو‏:‏ يقال‏:‏ إن حديثه مرسل، لأنه يروي عن عمرو بن عبسة‏.‏ قول ابي نعيم‏:‏ ‏"‏لم يذكره في الصحابة‏"‏ يرده إخراج أبي عمر له‏.‏

عبادة بن الخشخاش

‏"‏ب د ع‏"‏ عبادة بن الخشخاش العنبري، قاله ابن منده، ولم يذكره غيره أنه عنبري، وهو ابن الخشخاش بن عمرو بن زمزمة بن عمرو بن عمارة بن مالك بن عمرو بن بثيرة بن مشنوء بن القشر بن تميم بن عوذ مناة ‏"‏بن ناج‏"‏ بن تيم بن أراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فرّان بن بلي البلوي‏.‏

لم يختلفوا أنه من بلى، إلا ابن منده، فإنه جعله عنبرياً، قالوا‏:‏ وهو ابن عم المجذر ابن ذياد وأخوه لأمه وهو حليف بني سالم من بني عوف من الأنصار‏.‏ شهد بدراً وقتل يوم أحد شهيداً‏.‏

وقد روى ابن منده بإسناد إلى يونس بن بكير، عن أبي إسحاق، قال‏:‏ قتل يوم أحد من المسلمين، من بني عوف بن الخزرج، ثم من بني سالمك عبادة بن الخشخاش، ودفن هو والنعمان بن مالك، والمجذر بن ذياد في قبر واحد‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

قلت‏:‏ وقيل فيه‏:‏ عباد، بفتح العين، وبغير هاء في آخره، وقيل‏:‏ الخشخاش، بخاءين وشينين معجمات وقيل‏:‏ بحاءين وسينين مهملات‏.‏ وقول ابن منده أنه عنبري، وهم منه، وأظنه رأى أن الخشخاش العنبري له صحبة، فظن أن هذا ابن له، ثم هو نقضه على نفسه بقوله‏:‏ قتل بأحد من الأنصار من بني سالم‏:‏ عبادة، ومع أنه قد نسبه إلى سالم ثم إلى الخزرج، ولم ير في نسبه العنبر، كيف قال‏:‏ إنه عنبري‏!‏‏!‏ وقد ذكره ابن ماكولا فقال‏:‏ عبادة بن الخشخاش بن عمرو بن زمزمة، له صحبة، وشهد بدراً، وقتل يوم أحد، قاله ابن إسحاق وأبو معشر، يعني بالخاءين والشينين المعجمات، وقال الواقدي‏:‏ هو عبدة بن الحسحاس، بالحاءين والسينين المهملات، وهو ابن عم المجذّر بن ذياد وأخوه لأمه، قتل يوم أحد، وهذا جميعه يرد قول ابن منده، وسياق النسب أول الترجمة عن ابن الكلبي يقوي ما قلناه، والله أعلم‏.‏

عبادة بن رافع

‏"‏س‏"‏ عبادة بن رافع‏.‏ ذكره يحيى بن يونس، عن سلمة بن شبيب، عن أبي المغيرة، عن ثابت بن سعيد، عن عمه خالد بن ثابت، عن عبادة بن رافع، قال‏:‏ إن المؤمنين إذا التقيا يحضرهما سبعون حسنة، فأيهما كان أبشّ بصاحته كان له تسع وستون حسنة‏.‏ قال‏:‏ كان عبادة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

عبادة الزرقي

‏"‏ب د ع‏"‏ عبادة الزرقي، وقيل‏:‏ عباد، وقيل‏:‏ أبو عبادة، فإن كان أبا عبادة فاسمه‏:‏ سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، الأنصاري‏.‏

يعد في أهل الحجاز، وهو بدري، وقد روى عنه ابناه‏:‏ عبد الله وسعد، روى يعلى عن عبد الرحمن بن هرمز، عن عبد الله بن عبادة، أنه كان يصيد العصافير في بئر أبي إهاب، قال‏:‏ فرآني عبادة، يعني أباه، وقد أخذت عصفوراً، فانتزعه مني، فأرسله، وقال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتيها، كما حرم إبراهيم مكة‏.‏

قال موسى بن هارون‏:‏ من قال‏:‏ إن هذا عبادة بن الصامت فقد وهم، هذا عبادة بن الزرقي صحابي‏.‏

أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر‏:‏ لا تدفع صحبته‏.‏

عبادة بن الصامت

‏"‏ب د ع‏"‏ عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن قوفل، واسمه غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي، أبو الوليد، وأمه قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان‏.‏

شهد العقبة الأولى والثانية، وكان نقيباً عل القواقل بني عوف بن الخزرج، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي مزئد الغنوي، وشهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على بعض الصدقات، وقال له‏:‏ ‏"‏التق الله، لا تأتي يوم القيامة ببعير تحمله له رعاء، أو بقرة لها حوارٌ، أو شاةٌ لها ثواجٌ‏"‏‏!‏ قال‏:‏ فوالذي بعثك بالحق لا أعمل على اثنين‏.‏

 قال محمد بن كعب القرظي‏:‏ جمع القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم خمسةٌ من الأنصار‏:‏ معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وأبي بن كعب، وأبو أيوب، وأبو الدرداء‏.‏

وكان عبادة يعلم أهل الصفة القرآن، ولما فتح المسلمون الشام أرسله عمر بن الخطاب‏.‏ وأرسل ‏"‏معه‏"‏ معاذ بن جبل وأبا الدرداء، ليعلموا الناس القرآن بالشام ويفقهوهم في الدين، وأقام عبادة بحمص، وأقام أبو الدرداء بدمشق، ومضى معاذ إلى فلسطين، ثم صار عبادة بعد إلى فلسطين، وكان معاوية خالفه في شيءٍ أنكره عبادة، فأغلط له معاوية في القول، فقال عبادة‏:‏ لا أساكنك بأرض واحدة أبداً، ورحل إلى المدينة، فقال عمر‏:‏ ما أقدمك? فأخبره، فقال‏:‏ ارجع إلى مكانك، فقبح الله أرضاً لست فيها أنت ولا أمثالك، وكتب إلى معاوية‏:‏ لا إمرةٌ لك عليه‏.‏

روى عنه أنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وفضالة بن عبيد، والمقدام بن عمرو بن معد يكرب، وأبو أمامة الباهلي، ورفاعة بن رافع، وأوس بن عبد الله الثقفي، وشرحبيل بن حسنة، وكلهم صحابى‏.‏ وروى عنه جماعة من التابعين‏.‏

قال الأوزاعي‏:‏ أول من ولي قضاء فلسطين عبادة بن الصامت‏.‏

أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله الدمشقي، أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن أبي بكر الخطيب الكشمهني وولده أبو البديع محمود، والقاضي أبو سليمان بن داود بن محمد بن الحسن بن خالد الموصلي، أخبرنا أبو منصور محمد بن علي بن محمود المروزي، حدثنا جدي أبو غانم أحمد بن علي بن الحسين الكراعي، أخبرنا أبو العباس عبد الله بن الحسين بن الحسن البصري، قال‏:‏ قرئ على الحارث بن أبي أسامة‏:‏ حدثنا عبد الوهاب، هو ابن عطاء، أخبرنا سعيد، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن عبادة بن الصامت، وكان عقبياً بدرياً، أحد نقباء الأنصار‏:‏ بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يخاف في الله لومة لائم، فقام في الشام خطيباً فقال‏:‏ يأيها الناس، إنكم قد أحدثتم بيوعاً، لا أدري ما هي? ألا إن الفضة بالفضة وزناً بوزن، تبرها وعينها، والذهب بالذهب وزناً بوزن، تبره وعينه، ألا ولا بأس ببيع الذهب بالفضة يداً بيد، والفضة أكثرها، ولا يصلح نسيئة، ألا وإن الحنطة بالحنطة مدياً بمدي، والشعير بالشعير مدياً بمدي، ألا ولا بأس ببيع الحنطة بالشعير، والشعير أكثرهما، يداً بيد، ولا يصلح نسيئة، والتمر بالتمر مدياً بمدي، والملح بالملح مديٌ بمدي، فمن زاد أو ازداد فقد أربى‏.‏

وتوفي عبادة سنة أربع وثلاثين بالرملة، وقيل بالبيت المقدس، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، وكان طيولاً جسيماً جميلاً، وقيل‏:‏ توفي سنة خمس وأربعين أيام معاوية، والأول أصح‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عبادة بن عمرو

عبادة بن عمرو بن محصن بن عمرو بن مبذول، الأنصاري ثم النجاري ، قتل يوم بئر معونة‏.‏

هكذا نسبه أبو أحمد العسكري، ولا شك قد أسقط من نسبه شيئاً، فإن من يعاصره من مالك بن النجار يعدون أكثر من هذا، منهم‏:‏ ثعلبة بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن مالك بن النجار، فقد أسقط عتيكاً وعمراً، وأظنه أخا عبادة والله أعلم‏.‏

عبادة أبو عوانة

‏"‏س‏"‏ عبادة أبو عوانة بن الشماخ‏.‏ ممن حضر كتاب العلاء بن الحضرمي، ذكرناه فيما تقدم‏.‏

أخرجه أبو موسى كذا مختصراً‏.‏

عبادة بن قرط

‏"‏ب د ع‏"‏ عبادة بن قرط الليثي، وقيل‏:‏ ابن قرص وهو أصح، وهو عبادة بن قرص بن عروة بن بجير بن مالك بن قيس بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، الكناني الليثي‏.‏

عداده في أهل البصرة، قتله الخوارج بالأهواز، وكان قد خرج سهم بن غالب الهجيمي والخطيم الباهلي، فلقوه فقتلوه، فأرسل معاوية عبد الله بن عامر إلى البصرة، فاستأمن إليه سهم والخطيم، فآمنهما، وقتل عدة من أصحابهما، ثم عزل عبد الله بن عامر واستعمل زياداً سنة خمس وأربعين، فقدم البصرة، فقتل سهم بن غالب والخطيم الباهلي أحد بني وائل‏.‏

أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، قال‏:‏ حدثني أبي، حدثنا إسماعيل -هو ابن إبراهيم-، أخبرنا أيوب، عن حميد بن هلال، قال‏:‏ قال عبادة بن قرط‏:‏ إنكم لتأتون أموراً هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات‏.‏ قال‏:‏ فذكر ذلك لمحمد بن سيرين، فقال‏:‏ صدق، وأرى جرّ الإزار منها‏"‏‏.‏

 أخرجه الثلاثة‏.‏

عبادة بن قيس

‏"‏ب د ع‏"‏ عبادة بن قيس بن زيد بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي، ثم من بني الحارث بن الخزرج‏.‏ وقيل‏:‏ قيس بن عبسة ابن أمية‏.‏

شهد بدراً وأحداً والخندق والحديبية وخيبر، وقتل يوم مؤته شهيداً، وقيل فيه‏:‏ عباد بن قيس‏.‏ وقد ذكرناه، إلا أن في نسبه اختلافاً قد ذكرناه قبل‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عبادة بن مالك

‏"‏س‏"‏ عبادة بن مالك الأنصاري‏.‏ كان على ميسرة الناس يوم مؤته، وكان على ميمنتهم قطبة بن قتادة‏.‏ أورده المستغفري عن ابن إسحاق‏.‏ وقيل‏:‏ عباية‏.‏ ويذكر إن شاء الله تعالى‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

عباس بن أنس

‏"‏س‏"‏ عباس بن أنس بن عامر السلمي‏.‏

روى سعيد بن العلاء القرشي، عن عبد الملك بن عبد الله الفهري، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم أنه قال‏:‏ كان العباس شريكاً لعبد الله بن عبد المطلب، والد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ قال‏:‏ وقد كان شهد يوم الخندق مع قومه، فلما هزم الله تعالى الأحزاب رجعت بنو سليم إلى بلادهم‏.‏ وذكر إسلام العباس وبني سليم بطوله‏.‏

أخرجه أبو موسى مختصراً‏.‏

عباس بن عبادة

‏"‏ب د ع‏"‏ عباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج بن ثعلبة، الأنصاري الخزرجي‏.‏

شهد بيعة العقبة، وقيل‏:‏ شهد العقبتين، وقيل بل كان في النفر الستة من الأنصار الذين لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا قبل جميع الأنصار‏.‏

أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي البغدادي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق في بيعة العقبة الثانية، قال ابن إسحاق‏:‏ حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم‏:‏ أن العباس بن عبادة بن نضلة أخا بني سالم قال‏:‏ يا معشر الخزرج، هل تدرون علام تبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم? إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود، فإن كنتم ترون أنها إذا انهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتلاً أسلمتموه، فمن الآن، فهو والله، إن فعلتم، خوي الدنيا والآخرة‏.‏ وإن كنت ترون أنكم مستضلعون به، وافون له بما عاهدتموه عليه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف فهو والله خير الدنيا والآخرة‏.‏

قال عاصم‏:‏ فوالله ما قال العباس هذه المقالة إلا ليشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بها العقد‏.‏

وقال عبد الله بن أبي بكر، ما قالها إلا ليؤخر بها أمر القوم تلك الليلة، ليشهد عبد الله بن أبي أمرهم، فيكون أقوى لهم‏.‏

قالوا‏:‏ فما لنا بذلك -يا رسول الله- إن نحن وفّينا? قال‏:‏ ‏"‏الجنة‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ أبسط يدك‏.‏ فبسط يده، فبايعوه‏.‏ فقال عباس بن عبادة للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لئن شئت لنميلن عليهم غداً بأسيافنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لم نؤمر بذلك‏.‏

ثم إن عباساً خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو بمكة، وقام معه حتى هاجر إلى المدينة فكان أنصارياً مهاجرياً‏.‏

وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عثمان بن مظعون، ولم يشهد بدراً‏.‏ وقتل يوم أحد شهيداً‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عباس بن عبد المطلب

‏"‏ب د ع‏"‏ عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة‏.‏ عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنوا أبيه‏.‏ يكنى أبا الفضل، بابنه‏.‏

وأمه نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر -وهو الضحيان- بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط‏.‏ وهي أول عربية كست البيت الحرير والديباج وأصناف الكسوة، وسببه أن العباس ضاع، وهو صغير، فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت، فوجدته، ففعلت‏.‏

وكان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، وقيل بثلاث سنين‏.‏

وكان العباس في الجاهلية رئيساً في قريش، وإليه كانت عمارة المسجد الحرام ‏"‏والسقاية في الجاهلية، أما السقاية فمعروفة، وأما عمارة المسجد الحرام‏"‏ فإنه كان لا يدع أحداً يسب في المسجد الحرام، ولا يقول فيه هجراً لا يستطيعون لذلك امتناعاً، لأن ملأ قريش كانوا قد اجتمعوا وتعاقدوا على ذلك، فكانوا له أعواناً عليه‏.‏

 وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة، لما بايعها الأنصار، ليشدد له العقد، وكان حينئذ مشركاً وكان ممن خرج مع المشركين إلى بدر مكرهاً، وأسر يومئذ فيمن أسر، وكان قد شدّ وثاقه، فسهر النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ولم ينم، فقال له بعض أصحابه‏:‏ ما يسهرك يا نبي الله? فقال‏:‏ ‏"‏أسهر لأنين العباس‏"‏‏.‏ فقام رجل من القوم فأرخى وثاقه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما لي لا أسمع أنين العباس‏"‏? فقال الرجل‏:‏ أنا أرخيت من وثاقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏فافعل ذلك بالأسرى كلهم‏"‏، وفدى يوم بدر نفسه وابني أخويه‏:‏ عقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث، وأسلم عقيب ذلك وقيل‏:‏ إنه أسلم قبل الهجرة، وكان يكتم إسلامه، وكان بمكة يكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبار المشركين، وكان من بمكة من المسلمين يتقوّون به وكان لهم عوناً على إسلامهم، وأراد الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏مقامك بمكة خيرٌ‏"‏ ، فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر‏:‏ ‏"‏من لقي العباس فلا يقتله، فإنه أخرج كرهاً‏"‏ وقصة الحجاج بن علاط تشهد بذلك‏.‏ وقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أنت آخر المهاجرين كما أنني آخر الأنبياء‏"‏‏.‏

أخبرنا أبو الفضل الطبري الفقيه بإسناده إلى أبي يعلى الموصلي قال‏:‏ حدثنا شعيب بن سلمة بن قاسم الأنصاري، من ولد رفاعة بن رافع بن خديج، حدثنا أبو مصعب إسماعيل بن قيس بن زيد بن ثابت، حدثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد الساعدي، قال‏:‏ استأذن العباس بن عبد المطلب النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة، فقال له‏:‏ ‏"‏يا عم، أقم مكانك الذي أنت به، فإنّ الله تعالى يختم بك الهجرة كما ختم بي النبوة‏"‏‏.‏

ثم هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وشهد معه فتح مكة، وانقطعت الهجرة، وشهد حنيناً، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انهزم الناس بحنين‏.‏

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظمه ويكرمه بعد إسلامه، وكان وصولاً لأرحام قريش، محسناً إليهم، ذا رأي سديد وعقل غزير، وقال النبي صلى الله عليه وسلم له‏:‏ ‏"‏هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفاً، وأوصلها، وقال‏:‏ هذا بقية آبائي‏"‏‏.‏

أخبرنا إبراهيم بن محمد واسماعيل بن علي وغيرهما قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى السلمي‏:‏ حدثنا قتيبة، حدثنا أبو عوانة، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث قال‏:‏ حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب‏:‏ أن العباس دخل على النبي صلى الله عليه وسلم مغضباً، وأنا عنده‏.‏ فقال‏:‏ ما أغضبك? فقال‏:‏ يا رسول الله، ما لنا ولقريش? إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة وإذا لقونا لقونا بغير ذلك‏.‏ قال‏:‏ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله‏"‏ ‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏أيها الناس، من آذى عمي فقد آذاني، فإنما عم الرجل صنو أبيه‏"‏‏.‏

وأخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفقيه، أخبرنا أبو محمد يحيى بن علي بن الطراح، أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي، أخبرنا عمر بن شاهين، أخبرنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن بعد الرحمن بن جبير بن نفير، عن كثير بن مرة عن عبد الله بن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ومنزلي ومنزل إبراهيم تجاهين في الجنة، ومنزل العباس بن عبد المطلب بيننا مؤمن بين خليلين‏"‏‏.‏

روى عنه عبد الله بن الحارث، وعامر بن سعد، والأحنف بن قيس، وغيرهم وله أحاديث منها‏:‏ ما أخبرنا به عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال‏:‏ حدثني أبي، حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن العباس قال‏:‏ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ علمني -يا رسول الله- شيئاً أدعو به قال‏:‏ فقال‏:‏ ‏"‏سل الله العافية‏"‏ ثم أتيته مرة أخرى، فقلت‏:‏ يا رسول الله علمين شيئاً أدعو به فقال‏:‏ ‏"‏يا عباس، يا عم رسول الله، سل الله العافية في الدنيا والآخرة‏"‏‏.‏

 أخبرنا أبو نصر عبد الرحيم بن محمد بن الحسن بن هبة الله، وأبو إسحاق إبراهيم بن ابي طاهر بركات بن الخشوعي وغيرهما، قالوا‏:‏ أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الفرحان السمناني، أخبرنا الأستاذ أبو القاسم القشيري، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الخفاف، أخبرنا أبو العباس السراج، أخبرنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم بن معمر، أخبرنا الدراوردي، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن العباس بن عبد المطلب قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً‏"‏‏.‏

وأخبرنا أبو الفضل المخزومي الفقيه، بإسناده إلى أحمد بن علي بن المثنى، قال‏:‏ حدثنا محمد بن عباد، حدثنا محمد بن طلحة، عن أبي سهيل بن مالك، عن ابن المسيب، عن سعد قال‏:‏ كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ببقيع الخيل، فأقبل العباس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏هذا العباس عم نبيكم، أجود قريش كفاً وأوصلها‏"‏‏.‏

واستسقى عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنهما عام الرمادة لما اشتد القحط‏.‏ فسقاهم الله تعالى به، وأخصبت الأرض‏.‏ فقال عمر‏:‏ هذا والله الوسيلة إلى الله، والمكان منه‏.‏ وقال حسان بن ثابت‏:‏ ‏"‏الكامل‏"‏

سأل الإمام وقد تتابع جدبنـا ** فسقى الغمام بغرة العبـاس

عم النبي وصنو والده الـذي ** ورث النبي بذاك دون الناس

أحيا الإله به البلاد فأصبحت ** مخضرة الأجناب بعد الياس

ولما سقي الناس طفقوا يتمسحون بالعباس، ويقولون‏:‏ هنيئاً لك ساقي الحرمين‏.‏

وكان الصحابة يعرفون للعباس فضله، ويقدمونه ويشاورونه ويأخذون برأيه، وكفاه شرفاً، وفضلاً أنه كان يعزى بالنبي صلى الله عليه وسلم لما مات، ولم يخلف عن عصباته أقرب منه‏.‏

وكان له من الولد عشرة ذكور سوى الإناث، منهم‏:‏ الفضل، وعبد الله، وعبيد الله، وقثم، وعبد الرحمن، ومعبد، والحارث، وكثير، وعون، وتمام، وكان أصغر ولد أبيه‏.‏

وأضرّ العباس في آخر عمره، وتوفي بالمدينة يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب، وقيل‏:‏ بل من رمضان، سنة اثنتين وثلاثين، قبل قتل عثمان بسنتين‏.‏ وصل عليه عثمان، ودفن بالبقيع، وهو ابن ثمان وثمانين سنة‏.‏ وكان طويلاً جميلاً أبيض بضا، ذا ضفيرتين‏.‏

ولما أسر يوم بدر لم يجدوا قميصاً يصلح عليه إلا قميص عبد الله بن أبي ابن سلول، فألبسوه إياه ولهذا لما مات عبد بن أبي كفنّه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قميصه‏.‏ وأعتق العباس سبعين عبداً‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عباس بن قيس

‏"‏س‏"‏ عباس بن قيس الحجري‏.‏ أخرجه يحيى بن يونس، ذكره المستغفري هكذا، ولم يورد له شيئاً‏:‏ قاله أبو موسى‏.‏

وقد ذكره أبو بكر الإسماعيلي، وروى بإسناده عن قيس بن بدر الحجري، عن عباس بن قيس الحجري، عن النبسي صلى الله عليه وسلم -فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى‏:‏ ‏"‏ابن آدم، أعطيتك ثلاثاً، لم يكن لك ذلك حق حتى إذا أخذت بكظمك جعلت لك ثلث مالك يكفر لك خطاياك‏.‏ ودعوة عبادي الصالحين لك بعد موتك، وستري عليك عيوبك، لو أبديتها لنبذك أهلك فلم يدفنوك‏"‏‏.‏

عباس بن مرداس السلمي

‏"‏ب د ع‏"‏ عباس بن مرداس بن أبي عامر بن جارية بن عبد عبس بن رفاعة بن الحارث بن حبي بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور السلمي، وقيل في نسبه غير ذلك‏.‏ يكنى أبا الهيثم، وقيل‏:‏ أبو الفضل‏.‏

أسلم قبل فتح مكة بيسير، وكان أبوه مرداس شريكاً ومصافياً لحرب بن أمية، فقتلتهما الجن جميعاً، وخبرهما معروف، وذكروا أن ثلاثة نفر ذهبوا على وجوههم، فهاموا فلم يوجدوا، ولم يسمع لهم بأثر‏:‏ طالب بن أبي طالب، وسنان بن حارثة المري، ومرداس‏.‏

وكان العباس من المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم، وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثمائة راكب من قومه، فأسلموا وأسلم قومه، ولما أعطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المؤلفة قلوبهم، وهم‏:‏ الأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن وغيرهما من غنائم حنين مائة من الإبل، ونقص طائفة من المائة، منهم عباس بن مرداس، فقال عباس‏:‏ ‏"‏المتقارب‏"‏

أتجعل نهبي ونهب العبيد ** بين عـيينة والأقـرع

فما كان حصن ولا حـابـسٌ ** يفوقان مرداس في مجـمـع

وما كنت دون أمرئ منهـمـا ** ومن تضع الـيوم لا يرفـع

وقد كنت في القـوم ذا تـدرأ ** فلم أعط شـيئاً ولـم أمـنـع

فصالا أفاثـل أعـطـيتـهـا ** عديد قـوائمـهـا الأربــع

وكانت نهابـاً تـلافـيتـهـا ** بكري على المهر في الأجرع

وإيقاظي الـقـوم أن يرقـدوا ** إذا هجع القوم لـم أهـجـع

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اذهبوا فاقطعوا عني لسانه‏"‏‏.‏ فأعطوه حتى رضي، وقيل‏:‏ ‏"‏أتمّها له مائة‏"‏‏.‏

وكان شاعراً محسناً، وشجاعاً مشهوراً‏.‏ قال عبد الملك بن مروان‏:‏ أشجع الناس في شعره عباس بن مرداس حيث يقول‏:‏ ‏"‏الوافر‏"‏

أقاتل في الكتيبة لا أبالـي ** أفيها كان حتفي أم سواها

وكان العباس بن مرداس ممن حرّم الخمر في الجاهلية، فإنه قيل له‏:‏ ألا تأخذ من الشراب فإنه يزيد في قوتك وجراءتك? قال‏:‏ لا أصبح سيد قومي وأمسي سفيهها، لا والله لا يدخل جوفي شيءٌ يحول بيني وبين عقلي أبداً‏.‏ وكان ممن حرمها أيضاً في الجاهلية‏:‏ أبو بكر الصديق، وعثمان بن مظعون، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف -وفيه نظر- وقيس بن عاصم‏.‏ وحرمها قبل هؤلاء‏:‏ عبد المطلب بن هاشم، وعبد الله بن جدعان‏.‏ ويقال‏:‏ أول من حرمها على نفسه في الجاهلية عامر بن الظرب العدواني‏.‏ وقيل‏:‏ بل عفيف بن معد يكرب العبدي‏.‏

وكان عباس بن مرداس ينزل بالبادية بناحية البصرة، وقيل‏:‏ إنه قدم دمشق وابتنى بها داراً‏.‏

أخبرنا المنصور بن أبي الحسن الفقيه بإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي قال‏:‏ حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا عبد القاهر بن السري السلمي، حدثني كنانة بن العباس بن مرداس، عن أبيه العباس‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة، وأكثر الدعاء، فأجابه الله عز وجل‏:‏ ‏"‏أني قد فعلت وغفرت لأمتك إلا ظلم بعضهم بعضاً‏"‏‏.‏ فأعاد فقال‏:‏ ‏"‏يا رب إنك قادرٌ أن تغفر للظالم، وتثيب المظلوم خيراً من مظلمته‏.‏ فلم يكن تلك العشية إلا ذا‏.‏ فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة، فعاد يدعو لأمته، فلم يلبث النبي صلى الله عليه وسلم أن تبسم‏"‏‏.‏ فقال بعض أصحابه‏:‏ بأبي أنت وأمي تبسمت في ساعة لم تكن تضحك فيها، فما أضحكك? قال‏:‏ ‏"‏تبسمت من عدو الله إبليس، حين علم أن الله تعالى أجابني في أمتي وغفر للظالم، أهوى يدعوى بالثبور والويل، ويحثو التراب على رأسه‏.‏ وقال مرة‏:‏ فضحكت من جزعه‏"‏‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عباس بن معد يكرب

‏"‏س‏"‏عباس بن معد يكرب الزبيدي‏.‏ له صحبة‏.‏ ذكره المستغفري هكذا ولم يورد له شيئاً، ويرد نسبه عند ذكر أبيه، إن شاء الله تعالى‏.‏

أخرجه أبو موسى مختصراً‏.‏

عباس مولى بني هاشم

‏"‏د ع‏"‏ عباس بن مولى بني هاشم‏.‏ قديم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

روى قيس بن الربيع، عن عاصم بن سليمان، عن العباس مولى بني هاشم، قال‏:‏ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إلى المسجد، فرأى نخامة في المسجد في القبلة، فحكه ثم لطخه بالزعفران‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

عباية أبو قيس

‏"‏د ع‏"‏ عباية أبو قيس‏.‏ روى حديثه الجريري، عن قيس بن عباية‏:‏ عن ابيه في الصوم‏.‏ ذكر في الصحابة، ولا يصح‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

عباية بن مالك

عباية بن مالك الأنصاري‏.‏ كان على ميسرة المسلمين يوم مؤته‏.‏

أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكر، عن محمد بن إسحاق قال‏:‏ ثم مضى الناس فتعبأ المسلمون ‏"‏فجعلوا‏"‏ على ميمنتهم رجلاً من عذرة، يقال له‏:‏ قطبة بن قتادة، وعلى ميسرتهم رجلاً من الأنصار، يقال له‏:‏ عباية بن مالك، فالتقى الناس، يعني بمؤتة‏.‏ قال ابن هشام‏:‏ ويقال‏:‏ عبادة بن مالك‏.‏